الاثنين، 21 أبريل 2014

ضحك: دحك



نحاول أن نوقف نوبة الضحك العنيفة لأننا لن نستطيع أن نضحك بهذا العنف إلى الأبد، بابتسامات متلاشية وعيون محمرة تملأها دموع لم تفلت في الوقت المناسب نجلس صامتين ومثقلين بنوبات أكثر عنفا معرضة للانفجار في أية لحظة، نراقب ببلادة وصمت موت الكلمات، اصطفاف الكلمات عند مراكز النطق والانتظار ثم التهاوي في النسيان، أوقات صعبة نقضيها في كبت موجات ضحك باتت تتدافع بمجرد سماع أي من مفردات معجم حمق النطق المكتظ والمتمدد باستمرار، حواس حادة تلقائيا من أثر الصمت اليقظ تنجح في رسم صورة شديدة الوضوح للخطر المحدق، نتنفس الخوف في تلقائية وتمرس لا يشعرانا بالخوف، يتخذ الملل ثوبا جديدا ويطرق الباب المفتوح، يمل من انتظار رد فعل لن يأتي، يجلس بيننا في المنتصف تماما كما يحلو له، يراقبنا بإمعان ونتذكر، منذ دهر تهاوى اسمه في النسيان، ونتذكره عندما كان فتيا يملك القدرة على الفعل، ذات مرة أطبق على أنفاس أحدنا ولم يفلته إلا ميتا، لكل الأشياء ذكرياتها، ولكل الأشياء مجدها الغابر، والمجد الآن للضحك شديد الانفجار، والأشياء في مجدها وفي موتها تفقد صورتها الأولى وتكتسي بالمبالغة أو التلاشي حتى ذروة الشفافية ثم يتبقى منها اسمها كلمة تنتظر القفز في الهاوية، تماما مثلنا.

متحلقين حول الملل كما يحلو له أن يتصور، متنبهين إلى تجنب الضحك في مهمة يكلها الخوف إلى أسماء تهاوت في النسيان، لو خطرت على بال استدعت الضحك، ولو بقيت منسية حل حذرا رماديا مقاوم للضحك شديد الفتك بمن يجاريه جهلا أو تطاولا.

نوجد على هذه الحال لدهور تصنع أسماء مدوية متسلطة وظروفا مواتية لنسيانها، أحيانا نقرر أن نبدع بالتخلي عن السكون أو السريان ونتحرك عكس عقارب الساعة لنلتقي مقتنيات النسيان فنعيق السريان الطبيعي للوقت فيقاوم ويمر فينتصر وننتصر ونضحك بعنف قد لا نجد الوقت الكافي لتذكر سببه وربما لن ندرك نهايته.