الخميس، 17 نوفمبر 2011

عن القهوة التى فارت ..


تستيقظ مبكرا كما تعودت... ، تنسى الآن أنه فى البدء كان الاستيقاظ مبكرا أمرا مفروضا عليها ، و هى جالسة تفكر هكذا يأتيها شبح من الماضى و لكن يبدو أنها أتعس من هاملت فهو كان يعلم أنه شبح أبيه أما هى فلا تعلم شبح من هذا ؟؟ أمها .. جدتها .. ربما كل شئ وارد و لكن على أية حال فإن هذا الشبح يهمس : " لا تتوقفى كثيرا عند الماضى ، لا تبكى الوردة التى عرفتيها مزدهرة و متفتحة يوم أن أهديت إليك ثم الآن تحزنين و يبقى قبح الذبول ليقدم نفسه فى وقاحة: أنا الشئ الوحيد الحقيقى فى عالمك"  تحاولى أن توقفى تدفق الهمس الشبحى المؤلم ، لا يبدو هذا ممكنا ، تحاولى أن تهزميه ، ترد:" و ماذا عن قولك السابق و ستذكرين؟ الذى ختمت به كل املاءاتك المسمومة " ، يستمر الهمس و كأنها لم تقل شيئا، تهتدى إلى حيلة ما بتلقائية شديدة ، تعيد نفس الجملة السابقة فى همس شبحى ، ينقطع همس الشبح الأول و لا يبقى إلا همسها الفحيح الأزلى ، هى حية تسعى فى الأرض بلا ضحايا ضاقت ذرعا بالفشل فدربت فى تعاريج الصحارى التى لم تتكبد الشمس عناء كظم الغيظ فيها لتقف بباب خيمة البدوية التى تغزل من صوف الأغنام التى يدللها الراعى فى مكان ما بعيد فى أرض خصيبة فى قلب الصحراء ، أرض محظور على الحيات دخولها ، منذ إلتقاءة العين الأولى تدرك البدوية ما بك ، رغم النظرة التى حاولتى أن تبدو كما تأملتيها طويلا تماما كحية عيونها تقول للضحية لا مهرب الآن ، لم تسخر منك ، فقط واصلت انكبابها على الصوف تغزل أردية الصوف لأناس ترسمهم فى مخيلتها ، أناس لا يشعرون بالبرد ، و لايحتاجون أردية الصوف ، طال صمتك ، تفاجئت البدوية عندما لاحت منها إلتفاتة إلى موضعك فأبصرتك على حالك الأولى كتمثال لحية صادفت بدوية فى صحراء تغزل أردية من صوف و تلقى الحيات بنظرة مطمئنة ، قبل أن تنتشى بدهشتها التى جعلتى أنت الخوف سببا لها ، أنكرت ظنك باستعادة حالها الأولى و انهماكها فى الغزل ، و انهماكك فى الحزن ،تشعرين كأنما حية تلتف حولك تهصرك ، و تموتين فى صمت كحية بلا ضحايا ، تقوم البدوية من موقعها تتناولك تسلخ الجلد و تدخل إلى الخيمة تحضر رداء صوفى لا لون له محتفظ به فى عناية تعود إلى حيث تركت الجلد الذى سلخته ، تضيف من الجلد إلى الرداء و من الرداء إلى الجلد فى إتقان تعلمته من امرأة بدوية تقابل الحيات اللاتى ليس لهن ضحايا فى طمأنينة تجعلهم كتماثيل لحيات بلا ضحايا بالطمأنينة و الدهشة و الانهماك ، ثم تسلخ جلودهم و تضيف إلى الأردية _المحتفظ بها فى عناية_ منها و تضيف إلى جلود الحيات من الأردية فى اتقان حتى تنتهى .. حتى تنتهى ..    

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

صمت


فى البدء كانت وأوأة ، و ساعتها كانت قلة الحيلة راكبة و مدلدلة تمن رجول أخطبوط ..واحد العجز ، اتنين الخوف، تلاتة عتمة ، أربعة الصمم _بابكى و ماعرفش إنى بابكى ومش سامع بكايه_ ، ليه سمعته هى ؟؟ أنتِ أقربللى منى ، أنتِ الملاك اللى سامع بكايه البشاير و أنا الإله اللى كان ساكن فى الحنايا جوه منك .. خمسة عشقك مريض سيبى الإله يحكم فى خلقه .. خلقه حياتك صحيح ، لكن كمان خلقه حياته ، ستة لكن ، لكن و عذاب الضمير إخوات تواءم ، وأوأتهم الأولى واحد صحيح ، سبعة دايرة اتولدت لما وسوس الخناس للنقطة جريت ، كل شوية تبص وراها ، و كل شوية وراها يبعد و كل شوية توصل و لسه .. لسه هاتوصل ، و من ورا العقل كانت النقطة كملت المدار .. دايرة ناصعة الوضوح .. تمت الدايرة ،تمت التوهة ، وحقَّ علينا الجحيم ، الذكرى الخوانة إبليس اللى انطرد سيظل يحرم النقطة نعيم إجابة هذا السؤال " أين كانت بداية الرحلة ؟"،رجل الاخطبوط التامنة أنت أنا فى الحالة باختصار أى حد فى الزحمة ، و الخلاصة تمانية نقطة و فى نقطة تنهى و فى نقطة تبدأ.
الأولة أنا فى المراية .. مات الكلام ..
التانية أنا فى العيون العسلية ، كما ينبغى لازم أكون ، قلن أنبئنا عم انبغى ؟؟ قلت تدور الدوائر على من بغى ..
قلن .. ذرب اللسان بلا جوهر.. أهكذا ينبغى أن تكون ؟؟ صمت ..   

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

من دفترها .. حياة الوردة

عندما تدور رحاية الحياة ، و ندور فى دوامات البحث عن الذات .. ذاتنا
نجد للأسف أن الحوار الذى ننشئه مع أنفسنا حول حقيقة أنفسنا
يدور باستخدام اللغة .. لغتنا اليومية المبتذلة
و للأسف فإن تلك اللغة العاجزة عن التعبير عن الأشياء فى ذاتها تحيلنا إلى معاينة عاهتها فى البحث عن الأشباه ..
حيث تتلخص القدرة الناقصة للغة فى التعبير فى أنها تستخدم الأشياء فى التعبير عن الأشياء و بالتالى فالشئ لم يعد يملك من ذاته إلا ما يشبه فيه شئ آخر ، أى تبحث اللغة عن المترادفات و الأشياء لا تتطابق فالترادف التام لا يحدث فى الواقع ، و يظل الشئ ذاته و لا يشبه مرادفه الذى افترضت اللغة أو فرضت قسرا أنه يشبهه تماما ، تاهت أشياء كثيرة بسبب استخدام اللغة ، أو تاه منا المعنى إلى الأبد لأننا مخدوعين و نظن أن الهراء الضحل الساذج الذى تمنحنا اللغة إياه يمثل الحقيقة فى شئ ، و عندما أحادث نفسى عن نفسى بحثا عنها ، أجدنى مدفوعة بالبحث عن ماذا تشبه نفسى ؟؟ ماذا تشبه نفسى ؟ ماذا تشبه نفسى ؟
تتجسد المأساة أن نفسى لا تشبه أى شئ ، هكذا يقول الواقع مخرجا لسانه للغة ، و الواقع الذى يعمل فقط لحسابه و مصلحته الخاصة يعاند اللغة و يحاربنى أيضا فلا يتحالف معى و يجعلنى بطرقه الملتوية أشعر أن حقيقة مأساتى تكمن فى أنى لا أشبه أى شئ مخرجا لسانه لى أنا أيضا.
مهزومة أسير ، أنا لا أشبه أى شئ ، مدركة مأساتى الزائفة أسير ..
مدركة مأساتى الزائفة أسير ..
أما المأساة المعاصرة ،
أنا لا أشبه أى شئ:
أنا أشبه كل شئ.
أشبه الوردة التى تشبه الأخضر الذى يشبه مسحوق التجميل الذى يشبه الطحالب التى تشبه النوم الندى الذى يشبه الأحلام التى تشبه النور الذى يشبه الرؤيا التى تشبه الحقيقة التى تشبه الهلامى الذى يشبه الزمن الذى يشبه الوقت الذى يشبه الدقيقه التى تشبه اللحظة التى نفارق فيها الحياة ..
لا تموت فى الحياة إلا مرة واحدة
هراء يشبه السخرية التى تشبه الحقيقة التى تشبه قريتى البعيدة التى تشبه الميلاد الذى يشبه الماضى السحيق الذى يشبه والدى الميت الذى يشبه الملقن الذى يشبه الاختباء الذى يشبه الحقيقة التى تشبه الإختفاء الذى يشبه المأساة التى تشبه الحياة التى تشبه الوجود الذى يشبه العدم الذى يشبهنى و تشبهنى الساعة و تشبهنى الحقيقة و تشبهنى الأسطورة و تشبهنى الكذبة تشبهنى المزحة التى تشبه خفة الظل التى تشبه الضحك الذى يشبه القلب المتفتح يستقبل سر الحياة الذى يشبه الوردة التى تشبهنى .
لا أنا لا أشبه أى شئ ، أنا أشبه كل شئ..
أنفاسى تشبه حوارى مع نفسى الذى يشبه من يبحث عنى و يشبه من ضيعنى والحقيقة تشبه هذا كله و تشبه الدموع التى تشبه المسامير التى تشبه التماسك.
و الزمن يأتينى فى شكل كل شئ ، فأشبه المخدوعة ، التى لا تشبه العارف و لا تشبه المعروف الذى يشبه التوسل الذى يشبه رغبة التوقف التى تشبه الموت موتى أنا .
ثم أدرك أنه الزمن يأتينى فى شكل الموت الذى لم يأت بعد ،
بعث رسالة على هاتفى قال فيها أنا عندى شغل و مش هاقدر آجى
طأطأت الحياة رأسها خجلانة لا تقدر على مواجهتى و النظر فى عينى
همس الزمن فى طيبة من يكشف عن الرمادى : الموت لم يتمكن من المجئ اليوم بعث بالحياة لتنوب عنه ، فأنظر للحياة التى تؤكد قوله .. فأصدق .. فأشبه كل شئ ، فتشبه الحياة الموت، فيشبه الموت المبالغة و لا يشبه الهدوء فيشبه الدمار ، فيشبه القتل الموت ، فيشبه القتل الكرباج و الكهرباء و الصمت و الدوى و الهتاف و الرصاص الحى و الأسلحة البيضاء .
و المخبرين يشبهون الكذبة يشبهون القوة الزائفة التى تشبه الشيخ الذى يشبه الاحتيال الذى يشبه الخطاب الأول الذى يشبه الخطاب الثانى ولا يشبه الخطاب الثالث الذى يشبه الخلاص الذى يشبه البهجة المؤقتة التى تشبه الرجل المتعجل ، الذى يشبه فوات الأوان الذى يشبه الابتسامات التى باخت على الوجوه و تشبه رد الفعل بعد سماع الخطاب الرابع الأول الأهم الذى يشبه الخطابين الأول و الثانى و يخرج لسانه شبه الزمن و حكم القوى و نشبه الضعيف ..، لكن نشبه المصلوب ، فالصليب يشبه الهلال لكن البصير يشبه الأعمى ، فالواقع شبه كان .. كان الصليب شبه الهلال لما كانوا شبه اللى بيقول : لا تخشنى لى إله يأمرنى بفعل الخير بفعل الحب ، بحبك فلازم يكون لك إله يأمرك بالخير و الحب فتحبنى ، كان الصليب شبه الهلال و كان الدين شبه العقل و النضج ، الجنون شبه الغواية و الغواية شبه المسخ و المسخ شبه جثة بعد المأساة و شبه جثة تانية بتشد جسمها و تأدى التحية و تسجد تبوس البيادة و تدوس بنزين بالبيادة ، و النواح يشبه الواقع و الواقع يشبه المرارة ، و الكلام يشبه الشوك و الشوك زمان شك الوردة فبكت فحزن الشوك ففضل جواها تشبه واحدة عايشة و الخناجر فى جسمها و الوردة تشبهنى ، و أنا أشبه نشرة الأخبار باقول و ما باقولش ، زى الساعة الواقفة أو بتجرى بسرعة أكبر من إننا ندركها ، كنا بندركها لما كنا صغيرين عشان هى كمان كانت صغيرة ، بس لما كبرت كبرنا و بقت واقفة بمعنى بتدور أسرع من إدراكنا فبقى منتهى الحركة يشبه الثبات فبقى المنتهى مايشبهش المنتهى فبقى المنتهى يشبه أى وقت يشبه كل وقت ،
فبقت حياة الوردة تشبه المنتهى تشبه كل وقت.