الأحد، 11 نوفمبر 2012

قصيدة التضور و التصالح ..


قرأت الملاك و لم يعنّي على التصالح ، فألقيته بغير اكتراث ليسقط على أرض يقتله العيش فيها ، فنتأت الأرض رأسا يفهم عن معدة و ينظم قصيدة التضور بضمير لم يسترح و يغالب الأرق برغم العقاقير ، فالرأس تستنطق الملاك برغم الجوع ، و الملاك لا يملك نظرية تبني المجد لينطق بها ، فنام الضمير و مات الأرق و أٌكل الملاك فسكنت المعدة  و اشتهرت قصيدة التضور ، و ابتلعت الأرض نتوءاتها ، و أنا من يزن الفعل بعد وقوعه أصطدم بأنه ليس لي أن أعود ، فأتشرد و يجافيني الكل إلا التاريخ الذي يحب أن يؤتى من الخلف فاتحا ذراعيه و يبقى بابا موصدا في وجه من يقف أمامه ، لم يعجبني أن أسكن إليه و قد علمت أني خلفه ، فالمرء ليس له أن يختار أن يكون خلف التاريخ بل يحدث هذا سهوا ، و أقول بغير رغبة و لكني أحفظ عِشرة الكلمات حتى أملّ ، فأخون الكلمات مع بنات الفكر فأبوء بذنبي و أنتظر ملاكا أقرأه فأتصالح ..

الخميس، 8 نوفمبر 2012

استراحة الماكينة (1) ..



  
حاضر .. هاريحها
هي أيه دي ؟
المَكَنة
أنا باقولك صلحها
حاضر


    ظلت تزمجر و تعربد بأصوات أوقع من السب و اللعنات لأيام ، ماكينة الذكرى التي أسأت إليها في الفترة الأخيرة قدر إحسانها إلي ، كل هذا الفراغ بحاجة إلى الامتلاء و أقر بأنه ليس عذرا للسادية التي تعاملت بها معها ، و كمن لم ير اللحم إلى آخر العبارة الشهيرة رحت استعين بها على الفراغ ، أتى تداعي الذكريات سلسا كما ينبغي ، و لكن دوام الحال من المحال ، و أتى اليوم الذي أضع فيه الفراغ  في الماكينة فلا تعطيني ذكريات ، أقف أمام جثة هامدة ، و الوقت مكتمل العافية لم يمسسه سوء ، في نشاط يعمل و ينتج المزيد من الفراغ ، و الفراغ المتراكم لا يحترم قلة الحيلة ، هو يريد أن يمتلئ فقط بهذه البساطة ، و إكرام الميت دفنه ، و لكن بعد فحص قام به المختص علمت أنها لم تمت ، ثم علمت إن إصلاحها يكلف مبلغا كبيرا من الحياة ، و أنا لا زلت أسدد أقساط مديونية الفراغ ، و من أين لي بالحياة لأنفقها على الإصلاح ، و هل كنا نصل إلى هذه الحال من الأساس لو كانت هناك حياة ، أنهى المختص عمله بأن أعلمني بشروط التخزين التي تكفل حفظ الحال على ما هي عليه تفاديا لتدهور محتمل إذا لم تتبع التعليمات ، و كتحذير أخير قال لا يجب أن يستمر الحال هكذا لابد أن تصلحها في أقرب فرصة ربما انتابه الشك في أنني سمعت ، فكرر في أقرب فرصة 

    ، ماكينة الذكرى إلى جوار قرينتها ماكينة الحلم تقبع ، أيضا ماكينة الحلم التي كنت أستخدمها في الحصول على تصورات و خطط المستقبل زاهية الألوان كانت لها أيام ، أمام ماكيناتي التالفة أجلس لينهشني الفراغ ، " يا ابن الـ ... " و هل يجدي السباب ، و على هذه الحال لا يبقى إلا حل وحيد ، ماكينة الواقع تلك التي تعرف بضعف قدرتها الإنتاجية ، تستغرق وقتا أكبر في الإنتاج مما يراكم الفراغ و تتحصل منها في النهاية على القليل من التفاصيل اليومية ، شئ لا يسد الحاجة ، كان يمكن للأمور أن تكون أفضل ، لو لم أكن أعاني مرضا مزمنا ، أتعاطا بمقتضاه علاجا دوريا من أقراص مقاومة المبالغة ، تلك الملعونة التي لا تبقي من التفاصيل اليومية إلا الفتات ، و لكن لست في حال تسمح بالتقييم ، فهذا اتجاه إجباري .. إذا فلتكن التفاصيل اليومية ..

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

ديانات اللذة


سفر الأبخرة المحببة إلى النفس



اعتنق الأنثى منذ البلوغ ، لم يتطهر من جنابة قط التزاما بركن العقيدة الذي يحرم التطهر من الجنابة ، كل المشتغلين بالعقيدة كانوا يفسرون غموض هذا الركن بأن عضو الجسد المطول الطهارة يذبل ، و يفسرون الذبول على أنه عقوبة معجل بها حيث يتعذر الإتيان مع الذبول ، و تحل لعنة الحرمان من ذروة الصلة ، التزامه كان مثار إعجاب من عاشوا في داخله ، لم يكن عجيبا أن ينال المشهود له مثله الترقي ، صار الأنثى التي اعتنقها..

للمعبود عابد و للعابد معبود

تهوى الأنثى التي صار إليها البخور ، فيهيم الرجل منه بالبخار ، و يهاجر باحثا و مختبرا للأبخرة حتى يهتدي في ترحاله إلى أرض الأبخرة المحببة إلى النفس فيقيم ، فيأتي الفتح أن أقم الصلة مستعينا بالأبخرة و لا تقرب الأنثى داخلك و لا تهجرها فيمتثل و يلقى العنت في السعي لإدراك ما أوحى إليه ، فيصبر فتبصر عين النفس منه آيات الكفر المغريات ، فينشرح صدره و يقيم صلة الجنب : " خلق الكون و نزع العدل و زرع تطلبه ، العدل يدركه الضمير فيطلبه حيث نُزع ، و تطلب العدل يهيج العقل القاصر ، العقل يطلب لسد التطلب فيعجز ، فيولد عذاب الضمير ، يا طالب ما لا يطلب إليك الفن سلوى ، فاطلب في الفن عدلك تنل ما لا يطلب " ، تنهمر عينه و يزداد إيمانه فيرتفع صوته في عزلته مبتهلا :
القانون : حلقة صغيرة للحرية و الحب داخل حلقة كبيرة للقهر و الكره
منى النفس : يا من نزع و زرع ، و ذكر و أنث ، ألا لممت شتات نفس تاقت فما طاقت
الوعد الأرضي : عدل ، عدل ، عدل ، عدل ، كذب الواعد و الموعود بؤس الواعد و الموعود
الخاتمة : أن أذكرين يا خيوط دخان نفسي أينما حللت بأن العبد الفقير على العهد و الوعد مقيم ، فأنى له اللقيا يا هو ؟؟