لا زلت أرتقي الدرجات في تتابع لا يعرف الراحة ، نشاط
أشبه بتتابع مرور الوقت ، لو كنت زاهدا في بلوغ نهاية لانغمست كليا في إحصاء
الدرجات ، لو كنت لاهٍ عن التفاصيل لأبهرني مرور الزمن الأصدق إفصاحا ..
كم مر يا زمن ؟
مر عدد من
الوحدات
، إجابة صادقة في شريعته ، و أنا .. أصدقه ، فأبتسم ، هو
لا يغضب ، و لا يتوارى عندما لا يعرف الإجابة ..
ألم تشغلك يوما
نسبية الأحداث؟
يمر بلا إجابة ..
بعد مرور آخر الرفاق ، تمر الأشياء بشكل غير محدد ، لا
تتعين ، أحتفظ بذكرى قياسية سريان الوقت الرفيق الأخير ، و أرتقي المزيد ..
أرتقي درجات الاعتيادية في آلية ، هل هناك شئ آخر ليذكر ؟
ليست ذكرى الحزن ذاتها ، إنما شئ يشبهها ، شبيه ذكرى الحزن ، هذا الشبيه لا يذكرني
بالحزن .. لا يجيبني ..
كيف كان الحزن يبدو ؟
لم أكن أدرك أن باب أشباه الذكريات قد فتح ، تواصل هبوط
أشباه الذكريات بالاتجاه العكسي للحركة ، تلقي علامات الاستفهام في وجه الارتقاء ،
كل أصناف أشباه الذكريات ، و أنا الذي يرتقي درجات الاعتيادية في آلية بلا حول و
لا قوة إلا الوصايا الضمنية للرفيق الأخير ..
الرفيق الذي عاش المقولة : إنه ارتقاء قياسي للدرجات
الوحدات ، احتاجه الآن هل له أن يعلم و يعود ليساندني ..
لم أتعمد النظر إلى موطئ قدمي ، أفزعتني الكلمات التي
أدهسها على درجات السلم دون أن أتبينها ، تشبه شيئا كنت أعرفه ، تستبد بي الأوهام
فأظن أنني توقفت ، و هل لي التوقف ، الآن أبعد قدمي عن الكلمة الغواية لأراها ..
الخميس ، يُفتح علي باب الكلمة فأعرج فيه ، و يملؤني الرعب أن أنطق ما يدور برأسي
و أمتنع ، فأبصر الدرجات ، و ينطق ما يدور برأسي ذاته " لقد سُكِّر بصري
" ، أم أنني و صلت ؟؟
لم أعد وحيدا ، تتراقص على درجات السلم ذكرياتي ،
هي ليس ما يشبهها ، بل هي ، أترقى درجات الوهم ، و تصاحب ذكرى الحزن الترقي ،
صادقة كالحزن ذاته ، نصعد جميعنا أنا و الذكريات المتراقصة و ذكرى الحزن أول من
استقبلني على درجات الوهم ، يلوح لنا باب المدينة ، ضيق يخفي الاتساع و النسبية
التيه ، أدرك ما فعلت بنفسي ليس لي أن أعود أدراجي ، أنا في رحلة ترقي الدرجات ،
حيث الاتجاه الإجباري ، و تتزاحم الأسئلة و أنا العارف بالإجابة المعروف و المعرف
بالإجابة أشك ، كم مضى على عبور باب المدينة ، يجيب الزمن الكاذب ستة و عشرون عاما
، و لا أصدق ، و لكن أتذكر صدق و قياسية الرفيق الأخير .. و أحزن و أتلذذ بتعذيب
ذاتي و أرافق الناس الذكريات .. ذكريات الناس ، على قمة المدينة أجلس وحيدا في
موضع لا يتسع إلا لشخص واحد ، أتلهى بلعبة تخمين مواقع الرفاق الذين لا تغني
رفقتهم ، أخمن و لا يعنيني صحة تخميناتي من عدمها ، حيث دروب المدينة تقذفهم بوحشية
من موقع لآخر دون رحمة ، قسوة و وحشية المدينة مجموع وحشية و قسوة الرفاق ، و حشية
المدينة المثل الأعلى ، يعربدون في طرقات تلعنهم و تحرمهم السكن ، و أنا لست قديسا
، لو كنت كذلك لما كنت هنا الآن ، أنا لعنتي أنا ، تحتضنني الوحدة في موضع على قمة
المدينة لا يتسع إلا لشخص واحد ، حضن قوي بما يكفي لأتلاشى ، و أجلس أنا الوحدة في
موضعي وحدي أتذكر ما جرى قبل ساعات ، بعث أصحاب المدينة بمن ينوب عنهم في مفاوضتي
، سمعني سكارى الوشاة أقول أن المدينة لي و أن لي مدينة ، قلته يقينا ، و معي
الحجة ، وجدني المندوب عنيدا ، فتماشى مع جنوني و قال أبرز لنا حجتك ، أريته حجتي
، قال لتبتلع أوراقك النار قال ائتني بلسان ينطق بما تقول لصالحك ، تكن لك المدينة
، قلت و ما حاجتي ، قال أنا القاضي هنا بأمر السادة و ما لك أن تكون فيها و أنت
المنزه كما تدعي ، هاتفت الرفاق المغلقة صلاتهم ، أعددتهم عقدا و كنت أظن ألا
ينفرط ، و أنا أبحث عنهم في حاجياتي ، أجد واسطة العقد و الذكرى ، فأذكر كيف انفرط
عقدي ، أكف عن تذكر ما وقع قبل ساعات مع مندوب السادة ، و أمتحن نفسي و أسأل و
الليل .. ليل الخميس الغواية يكاد ينتصف ، كم لبست ؟ بلا زمن كاذب ليجيب ، بلا
رفيق أخير ليصدقني القول .. و لا زلت أرتقي الدرجات في تتابع لا يعرف الراحة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق