الخميس، 1 نوفمبر 2012

وقائع الخميس الحزين




لا زلت أرتقي الدرجات في تتابع لا يعرف الراحة ، نشاط أشبه بتتابع مرور الوقت ، لو كنت زاهدا في بلوغ نهاية لانغمست كليا في إحصاء الدرجات ، لو كنت لاهٍ عن التفاصيل لأبهرني مرور الزمن الأصدق إفصاحا ..
كم مر يا زمن ؟
 مر عدد من الوحدات
، إجابة صادقة في شريعته ، و أنا .. أصدقه ، فأبتسم ، هو لا يغضب ، و لا يتوارى عندما لا يعرف الإجابة ..
 ألم تشغلك يوما نسبية الأحداث؟
يمر بلا إجابة ..
بعد مرور آخر الرفاق ، تمر الأشياء بشكل غير محدد ، لا تتعين ، أحتفظ بذكرى قياسية سريان الوقت الرفيق الأخير ، و أرتقي المزيد ..
أرتقي درجات الاعتيادية في آلية ، هل هناك شئ آخر ليذكر ؟ ليست ذكرى الحزن ذاتها ، إنما شئ يشبهها ، شبيه ذكرى الحزن ، هذا الشبيه لا يذكرني بالحزن .. لا يجيبني ..
كيف كان الحزن يبدو ؟
لم أكن أدرك أن باب أشباه الذكريات قد فتح ، تواصل هبوط أشباه الذكريات بالاتجاه العكسي للحركة ، تلقي علامات الاستفهام في وجه الارتقاء ، كل أصناف أشباه الذكريات ، و أنا الذي يرتقي درجات الاعتيادية في آلية بلا حول و لا قوة إلا الوصايا الضمنية للرفيق الأخير ..
الرفيق الذي عاش المقولة : إنه ارتقاء قياسي للدرجات الوحدات ، احتاجه الآن هل له أن يعلم و يعود ليساندني ..
لم أتعمد النظر إلى موطئ قدمي ، أفزعتني الكلمات التي أدهسها على درجات السلم دون أن أتبينها ، تشبه شيئا كنت أعرفه ، تستبد بي الأوهام فأظن أنني توقفت ، و هل لي التوقف ، الآن أبعد قدمي عن الكلمة الغواية لأراها .. الخميس ، يُفتح علي باب الكلمة فأعرج فيه ، و يملؤني الرعب أن أنطق ما يدور برأسي و أمتنع ، فأبصر الدرجات ، و ينطق ما يدور برأسي ذاته " لقد سُكِّر بصري " ، أم أنني و صلت ؟؟
لم أعد وحيدا ، تتراقص على درجات السلم ذكرياتي ، هي ليس ما يشبهها ، بل هي ، أترقى درجات الوهم ، و تصاحب ذكرى الحزن الترقي ، صادقة كالحزن ذاته ، نصعد جميعنا أنا و الذكريات المتراقصة و ذكرى الحزن أول من استقبلني على درجات الوهم ، يلوح لنا باب المدينة ، ضيق يخفي الاتساع و النسبية التيه ، أدرك ما فعلت بنفسي ليس لي أن أعود أدراجي ، أنا في رحلة ترقي الدرجات ، حيث الاتجاه الإجباري ، و تتزاحم الأسئلة و أنا العارف بالإجابة المعروف و المعرف بالإجابة أشك ، كم مضى على عبور باب المدينة ، يجيب الزمن الكاذب ستة و عشرون عاما ، و لا أصدق ، و لكن أتذكر صدق و قياسية الرفيق الأخير .. و أحزن و أتلذذ بتعذيب ذاتي و أرافق الناس الذكريات .. ذكريات الناس ، على قمة المدينة أجلس وحيدا في موضع لا يتسع إلا لشخص واحد ، أتلهى بلعبة تخمين مواقع الرفاق الذين لا تغني رفقتهم ، أخمن و لا يعنيني صحة تخميناتي من عدمها ، حيث دروب المدينة تقذفهم بوحشية من موقع لآخر دون رحمة ، قسوة و وحشية المدينة مجموع وحشية و قسوة الرفاق ، و حشية المدينة المثل الأعلى ، يعربدون في طرقات تلعنهم و تحرمهم السكن ، و أنا لست قديسا ، لو كنت كذلك لما كنت هنا الآن ، أنا لعنتي أنا ، تحتضنني الوحدة في موضع على قمة المدينة لا يتسع إلا لشخص واحد ، حضن قوي بما يكفي لأتلاشى ، و أجلس أنا الوحدة في موضعي وحدي أتذكر ما جرى قبل ساعات ، بعث أصحاب المدينة بمن ينوب عنهم في مفاوضتي ، سمعني سكارى الوشاة أقول أن المدينة لي و أن لي مدينة ، قلته يقينا ، و معي الحجة ، وجدني المندوب عنيدا ، فتماشى مع جنوني و قال أبرز لنا حجتك ، أريته حجتي ، قال لتبتلع أوراقك النار قال ائتني بلسان ينطق بما تقول لصالحك ، تكن لك المدينة ، قلت و ما حاجتي ، قال أنا القاضي هنا بأمر السادة و ما لك أن تكون فيها و أنت المنزه كما تدعي ، هاتفت الرفاق المغلقة صلاتهم ، أعددتهم عقدا و كنت أظن ألا ينفرط ، و أنا أبحث عنهم في حاجياتي ، أجد واسطة العقد و الذكرى ، فأذكر كيف انفرط عقدي ، أكف عن تذكر ما وقع قبل ساعات مع مندوب السادة ، و أمتحن نفسي و أسأل و الليل .. ليل الخميس الغواية يكاد ينتصف ، كم لبست ؟ بلا زمن كاذب ليجيب ، بلا رفيق أخير ليصدقني القول .. و لا زلت أرتقي الدرجات في تتابع لا يعرف الراحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق