صديقي الجديد يلح في مسألة البوح ، لمن ؟ و
لم ؟
قال للهواء للاشئ ، هذه حصتك من تسميم الهواء
الذي نتنفسه ، فلتبح و لا تكن صديقا للبيئة ..لم اقتنع ، قطعنا المسافة الطويلة حتي المأوى
سيرا على الأقدام ..طوال الطريق تقريبا كنت صامتا ، مع دوام
محاولة إيجاد ما يقال ، شعرت بالحرج ، خشيت أن تتأذى مشاعره ، أن يفكر أنني لا
استمتع برفقته ، و لكنه صاحب وجود طيفي ، فقط تغويني صحبته بالاسترخاء ، تجعلني
ألعن محاولات إيجاد الكلمات ، و نترك هذا الشارع المضئ بشكل مزعج ، إلى آخر مظلم و
ساكن ، ثم مرة أخرى إلى أنوار فاضحة تجعلنا نحن الخجولين نغض البصر عن التفاصيل
المادية و نكتفي بالداخل ، نمر بجماعات تحتل المقاهي التي تفترش الأرصفة ، يصدر
عنها زبد صوتي مختلط بأصوات كل شئ ، لا شك أنهم يقولون و أنهم يعتقدون أن من
يجلسون معهم يستمعون ، كل هذا البذخ في استهلاك الوقت ، و ادعاء البهجة و ادعاء
الحوار ، يذكرني بما كان ..يقول ردا على بعد أن أشركته في الأمر ، هل
لابد أن يحزن العالم كله لأنك تريده كذلك ؟إطلاقا لا أريد ذلك ، حتى لو أردته لما أهمني
تحققه ، ما الفارق في وجود أخرى عبثية ذابلة إلى جوار الذابلات الأخر المكدسات في
الداخل ..يقول أنا واثق أن كل ما هو منك ، ليس سعيدا
بذلك ، أتعجب ، فيسترسل أنت تقدم التنازلات قبل الجلوس على طاولة المفاوضات حتى ،
تكتم الرغبات قبل أن تتولد داخلك ، أنت تخشى أن يكون لك رغبة تحقيقها بيد الآخرين
أو عكس إرادة الاخرين أو .. يصمت ربما بدا على الضيق ، هذا ما دار بعقلي حينها حتى
الوافد الجديد يمارس دور الآخرين القديم ، يودعنى خانة يريد أن يسيطر ربما من باب
التحديد الضرورى للمعرفة ، و أنا تحدثت مع نفسي كثيرا في هذا الموضوع و أعتبر فعل
الآخرين لهذا سذاجة لا مفر منها ، و لكن العواقب عادة ليست لطيفة ، فتحجيم بغرض
المعرفة بدافع من الاهتمام ، يتحول إلى تحجم غير مهم و ليس فيه ما يكتشف ، هذا ما
يحدث بمرور الوقت ، هذا ما حدث كثيرا عندما مر الوقت ..الطريق إلى المأوى أصبح أكثر استقامة ، لم
نعد نعرج على الطرقات التي لا تنتمى لخط السير ، قال فجأة إذا كانت أوقاتنا فقيرة
و حزينة و لا تستطيع إلى كساء الكلمات سبيلا ، فهل هذا يعني أن الكلمات ذاتها
فقيرة ، قد قيلت من قبل ، قلت لا ، فقال في أول الطريق كنت أعتقد أن هناك شئ ما
نستطيع أن نجده كلانا سويا ، و لكن الآن لست متأكدا ، فتشت عن الكلمات في رأسي و
لم أجد إلا تحيات الافتراق العادية و نحن أمام باب المأوى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق