ألتهم التفاحة بنهم وحشي و سرعة قبل أن يفتح عينيه و يراني و يلقى
بالسؤال على ثيابي ، فيلطخها بالسؤال اللزج الذي سيظل يتسع على ثيابي حتى تبلى و
على أحسن الفروض سأضطر لتغييرها فأتأخر عن العمل ، و هنا أنتهي .. فالآلهة الغاضبة
لتأخري ستنتظر الكذبة القربان لتغفر لي ، و أنا ما عندي كذبة إلا أنا..
أسترجع الحسرة الآن ، الشهر الماضي قطعوا ذراعا من راتبي ، هذا الذراع المقطوع كان
ثمنا لخمسة كذبات من النوع الجيد هذا ما كنت أحلم به ، عندها مشيت في السوق بذراع
مقطوعة و تجار الكذبات على الجانبين جلسوا في زهو إلى جوار بضائعهم ، لم أكن أقصد
جلد الذات عندما مررت من السوق و أنا ما عندي ثمنا للكذب ، فقط كان هذا طريق البيت
، و كل خطوة في طريق البيت تقابلها خطوة في الزمن إلى الوراء ، و وجدتني قبل شهر
مضى بلا ذراع مقطوعة أملك ثمن الكذب ، أقلب في البضائع و أساوم و لا أرتضى أيا من
الصفقات المطروحة حتى وجدني شاهبندر التجار على هذه الحال و استفزه تحلق الباعة
حولي بلا طائل ، ارتدى زى الباعة و تقدم نحوى فانفض الباعة من حولي ، قال أحدهم في
الرحيل كنت أعلم أنك للشيطان منذ البدء ، سألت البائع الذي صرف الآخرين عما لديه ،
فأجاب كفا بكف ، اشتريت خمس كذبات بكف اقتطعها دون عناء مني ، و كنت ألتهم تفاحتي
ببطء و تلذذ ففتح عينيه و رآني ، و ألقى السؤال الوصمة فبدلت ملابسي ، و ذهبت
متأخرا إلى العمل ، و ألقيت إحدى الكذبات الخمس في غضب الآلهة و بدلا من أن يهدأ
الغضب فار التنور ، فزعت فاختبأت في دورة المياه حتى أزفت ساعات العمل ، و عندما
خرجت منعوني من الانصراف و عنفوني لشراء الكذب الرخيص قالوا أما تستحي هذا كذب
يصلح لمراهق أما أنت فرجل عامل يجنى الثمن ، و عندما حان موعد تقاضى الأجر قطعوا
ذراعا ، و وجب على أن أعيش حتى الموعد القادم في الحقيقة .
و صلت إلى العمل دون تأخير ، و قضيت الساعات منصرفا إلى عملي ،
ألقي الذكريات بذراع واحدة ضعيفة نحو الثقب الأسود فتعود إلى فأعاود إلقاءها نحوه
فتعود ، و أحاول أن أحيا في هدوء فتأتى الأم بمن فرغ من نومه و فتح عينيه و تضيفه
إلى الثقل الذي يفوق طاقة ذراعي ، فأنزله فتعاود وضعه و هو يظنها لعبة ، أخشى أن
أنسى فألقيه إلى الثقب الأسود فيلتقمه ، أعنفه فيبكى و أبكى و يجمع ما له و يهجر
ثدي الأم فألتقمه و أتضاءل ، تسأل الأم عنه فيقولون في طرقات المراهقة مع رفاق
السوء يدخنون الكذب الرخيص..
و ألتهم التفاحة دون حماس ، فتقف في حلقي و أتمنى رؤيته و لكن
التفاحة الواقفة في حلقي تسد البصر و الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق