الأحد، 28 أكتوبر 2012

الرجل و القط ..


صديقى يحيا على كفين و ركبتين ، و بين الحين و الآخر يموء بحثا عن قط أو قطة لكسر الوحشة ، يوما ما كان رجلا يسير على قدمين ، ثم ودعنى أنا و زوجته و أولاده ، قال ستنقرض الانسانية و البشرية و يولد شئ آخر ..هذه النهاية لا تعجبنى ، نزل على كفيه و ركبتيه و بدأ يتحرك و يموء ضحك أبناءه الصغار و بكت أمهم ، و أنا انفجر قلبى ، خرج من الباب و لم يعد ، يحيا الآن كقط ، الليلة كنت عائدا إلى البيت أحمل عشائى ، فلاح لى القط صديقي خارجا من الشارع الجانبى ، عرفت عينيه فى نثار الضوء الخافت الذى أهداه الطريق الرئيسى إلى الشارع الجانبى ، رآنى أقترب منه بدا عليه ترقب القطط عند اقتراب الغرباء ، وقفت على مسافة منه حتى لا أفزعه فيهرب ، بعد لحظة أقترب منى ، أخرجت شيئا من الطعام الذى أحمله فتهلل وجهه و بدا متحمسا ، انتهى من أول قطعة ألقيتها له ، خطر فى ذهنى أن أدعوه لتناول شئ ما على مقهانا القريب ، أخذت أقطع له قطع أصغر من الطعام خوفا من ان يشبع فيكف عن اتباعى و صلنا المقهى الذى يوشك على الإغلاق ،طلبت له كوبا من اللبن ، و صرت أسكب له فى طبق فنجان القهوة الخاص بى شيئا فشيئا و هو على الأرض إلى جوارى يلعق اللبن من الطبق حتى يأتى عليه فنعاود الكرة ، سألته كثيرا فلم يمنحنى أية إجابة ، فبدأت أحكى له دون أسئلة عما يجرى لم يبد منتبها فقط كان يحك جسده فى رجلى و قدمى و يلعق حذائى ، توترت لفعله هذا فسألته كيف يعيش الانسان بعد أن ينفجر قلبه لم يجب فقط تحفز للهرب على أثر الحركة المباغتة التى قمت بها ، لم أسيطر على نفسى فحاولت أن أركله و لكنه هرب ، و وقف ينظر لى من مسافة آمنة ثم انصرف ، دفعت حساب المقهى و انصرفت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق