صديقى يحيا على كفين و ركبتين ، و بين الحين و الآخر يموء بحثا
عن قط أو قطة لكسر الوحشة ، يوما ما كان رجلا يسير على قدمين ، ثم ودعنى أنا و
زوجته و أولاده ، قال ستنقرض الانسانية و البشرية و يولد شئ آخر ..هذه النهاية لا
تعجبنى ، نزل على كفيه و ركبتيه و بدأ يتحرك و يموء ضحك أبناءه الصغار و بكت أمهم
، و أنا انفجر قلبى ، خرج من الباب و لم يعد ، يحيا الآن كقط ، الليلة كنت عائدا
إلى البيت أحمل عشائى ، فلاح لى القط صديقي خارجا من الشارع الجانبى ، عرفت عينيه
فى نثار الضوء الخافت الذى أهداه الطريق الرئيسى إلى الشارع الجانبى ، رآنى أقترب
منه بدا عليه ترقب القطط عند اقتراب الغرباء ، وقفت على مسافة منه حتى لا أفزعه
فيهرب ، بعد لحظة أقترب منى ، أخرجت شيئا من الطعام الذى أحمله فتهلل وجهه و بدا
متحمسا ، انتهى من أول قطعة ألقيتها له ، خطر فى ذهنى أن أدعوه لتناول شئ ما على مقهانا
القريب ، أخذت أقطع له قطع أصغر من الطعام خوفا من ان يشبع فيكف عن اتباعى و صلنا
المقهى الذى يوشك على الإغلاق ،طلبت له كوبا من اللبن ، و صرت أسكب له فى طبق
فنجان القهوة الخاص بى شيئا فشيئا و هو على الأرض إلى جوارى يلعق اللبن من الطبق
حتى يأتى عليه فنعاود الكرة ، سألته كثيرا فلم يمنحنى أية إجابة ، فبدأت أحكى له
دون أسئلة عما يجرى لم يبد منتبها فقط كان يحك جسده فى رجلى و قدمى و يلعق حذائى ،
توترت لفعله هذا فسألته كيف يعيش الانسان بعد أن ينفجر قلبه لم يجب فقط تحفز للهرب
على أثر الحركة المباغتة التى قمت بها ، لم أسيطر على نفسى فحاولت أن أركله و لكنه
هرب ، و وقف ينظر لى من مسافة آمنة ثم انصرف ، دفعت حساب المقهى و انصرفت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق